للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ ـ وقد أكد هذا القول الإمام أبو نصر السجزي - رحمه الله - (١) حيث ذكر في رسالته المسماة الرد على من أنكر الحرف والصوت نقلاً عن خلف المعلم (٢)، بأن الأشعري أقام أربعين سنة على الاعتزال، ثم أظهر التَوْبَةَ، فرجع عن الفروع وثبت على الأصول، وقال بعدها وهذا كلام خبير بمذهب الأشعري وغوره (٣).

٣ ـ كما أكد هذا التحول ابن الجوزي حيث قال - رحمه الله - عندما ترجم له: «وكان على مذهب المعتزلة زماناً طويلاً، ثم عَنَّ له مخالفتهم، وأظهر مقالة خبطت عقائد الناس، وأوجبت الفتن المتصلة، وكان الناس لا يختلفون في أن هذا المسموع كلام الله، وأنه نزل به جبريل عليه السلام على محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالأئمة المعتمد عليهم قالوا إنه قديم، والمعتزلة قالوا: هو


(١) هو: أبو نصر السجزي نسبة إلى سجزستان، الحافظ عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي البكري، نزل مصر. توفي بمكة بالمحرم، وكان متقناً مكثراً، بصيراً بالحديث والسنة، واسع الرواية، رحل بعد الأربعمائة، فسمع بخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر وروى عن الحاكم، وأبي أحمد القرطبي، وطبقتهما. ومن مصنفاته الإبانة الكبرى في أن القرآن غير مخلوق، والرد على من أنكر الحرف والصوت، توفي - رحمه الله - سنة ٤٤٤. انظر سير أعلام النبلاء ١٧/ ٦٥٤ وشذرات الذهب ٥/ ١٩٤، الأعلام ٤/ ٣٩٤.
(٢) هو: أبو سعيد: خلف بن عمر، وقيل: عثمان، وقيل: عثمان بن خلف، كان إمام أهل زمانه بالفقه، وكان يعرف بمعلم الفقهاء، ولد سنة ٢٩٩ وقيل ٢٩٧، توفي سنة ٣٧١ وقيل ٣٧٣ وكان من علماء المالكية بالقيروان. انظر: الديباج المذهب ١/ ٣٤٧ وترتيب المدارك ٢/ ٤٨٨.
(٣) انظر: الرد على من أنكر الحرف والصوت ص ١٤٠ ـ ١٤١.

<<  <   >  >>