للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مخلوق، فوافق الأشعري المعتزلة في أن هذا مخلوق، وقال: ليس هذا كلام الله، إنما كلام الله صفة قائمة بذاته، ما نزل ولا هو مما يسمع، ومازال منذ أظهر هذا خائفاً على نفسه لخلافه أهل السنة. ثم ذكر قصة رجوعه وهو في المسجد، وقال بعدها: كان الأشعري تلميذ الجبائي يدرس عليه ويتعلم منه، لا يفارقه أربعين سنة، ثم قال بعد ذلك: قد رجعت عن الاعتزال (١).

٤ ـ وأكد ذلك ابن خلكان أيضاً حيث قال: (وكان أبو الحسن الأشعري، أولاً معتزلياً، ثم تاب من القول بالعدل، وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة) (٢)، ثم ذكر تمام القصة التي مرت معنا.

٥ ـ كما أكد ذلك أيضاً، عبد القادر بن أبي الوفاء القرشي الحنفي. حيث قال: (كان حنفي المذهب، معتزلي الكلام، لأنه كان رَبيْبَ أبي علي الجُبائي، وهو الذي رباه وعلمه الكلام) (٣)، ثم قال في موضع آخر: (ثم إنه فارق أبا علي لشيء جرى بينهما وانضم إلى ابن كُلاب (٤)، وأمثاله،


(١) انظر المنتظم ١٤/ ٢٩، ٣٠، باختصار.
(٢) انظر وفيات الأعيان ٣/ ٢٨٥.
(٣) انظر الجواهر المضية ٢/ ٥٤٤، ٥٤٥.
(٤) هو عبد الله بن سعيد بن كلاب بن القطان البصري، أبو محمد ويقال عبد الله بن محمد، قال عنه الذهبي: - رأس المتكلمين في البصرة في زمانه، صاحب التصانيف في الرد على المعتزلة، وربما وافقهم، أخذ عنه الكلام داود الظاهري، والرجل أقرب المتكلمين إلى السنة وصنف في التوحيد، وله كتاب الصفات، وكتاب خلق الأفعال، وكتاب الرد على المعتزلة، اهـ. وذكر بأنه لقب بالكلاب لقوة مناظرته، بحيث كان يجتذب من يناظره، كما يجتذب الكلاب الشيء، وقد علق الشيخ المحمود على هذا بقوله: ومما يلاحظ هنا أنه يقال له ابن كلاب - ليس كلاباً مما يدل على أن هذا اللقب ليس له وإنما لأبيه، وأحد أجداده وهذا يجعل التعليل الذي ذكروه محل نظر، ا. هـ انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء ١١/ ١٧٤، وطبقات الشافعية الكبرى ٢/ ٢٩٩ موقف ابن تيمية ١/ ٤٣٨.

<<  <   >  >>