للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنحكم بالقوافي من هجانا … ونضرب حين تختلط الدماء (١)

وقول الآخر وهو: جرير (٢):

أبني حنيفة أَحْكِمُوا سفهاءكم … إني أخاف عليكم أن أغضبا (٣)

أي نمنع القوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم، فإذا كان اللفظ مشتقاً من المنع، والمنع على الله محال، لزمك أن تمنع إطلاق حكيم عليه، سبحانه وتعالى. قال: فلم يحرهُ جواباً إلا أنه قال لي: فلم منعت أنت أن يسمى الله ـ سبحانه وتعالى ـ عاقلاً، وأجزت أن يسمى حكيماً؟ قال: - فقلت له: لأن طريقتي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي، فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه، ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه، ولو


(١) انظر ديوان حسان بن ثابت ص ٥٩. وفي النسخة التي حققها د/ سيد حنفي وردت لفظة: حيثُ بدل من لفظة: حين.
(٢) هو: جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي، اليربوعي من بني تميم، ولد في اليمامة سنة ثمان وعشرين من الهجرة، كان من أشعر الناس حتى قال ابن خلكان: أجمعوا على أنه ليس في شعراء الإسلام مثل جرير والفرزدق، وكان بينهما مهاجات وتفاخر، وفضل جرير بأبياته الأربعة، فخراً ومدحاً وهجاءً وتشبيباً «الغزل» وكان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - لا يأذن لأحد من الشعراء غير جرير، ولما مات الفرزدق بكى جرير وقال: إني لأعلم أني قليل البقاء بعده، عاش بعده أربعين يوماً وقد قارب المائة. توفي - رحمه الله - في سنة مائة وعشرة. وديوانه مطبوع في جزأين انظر شذرات الذهب ٢/ ٥٥، والأعلام ٢/ ١١٩.
(٣) انظر: ديوان جرير ١/ ٤٦٦.

<<  <   >  >>