للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- رضي الله عنه - (١). وقد طعن الحسن بن علي الأهوازي (٢) في صحة نسبه إلى الصحابي الجليل أبي الحسن الأشعري - رضي الله عنه - حيث قال: (ومن أعجب الأشياء أنه ليس يعرف بالبصرة إلا بابن أبي بشر، وأصحابه ينفرون من هذا الاسم ولا يصفونه به، وسمعت شيوخاً من أهل البصرة يقولون: ما فرارهم من هذا الاسم إلا لسبب؛ وذلك أن جده أبا بشر كان يهودياً أسلم على يد رجل ينسب إلى الأشعريين، فانتسب إلى ذلك. والله أعلم) (٣). وقد رد عليه ابن عساكر حيث قال: «إن في إطباق الناس على تسميته بالأشعري تكذيباً لما قاله هذا المفتري» (٤)، ثم بين خطأ الطعن بالحديث الصحيح وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعوهن: التطاعن في الأنساب» (٥). ثم بين أن مجرد الانتساب لا ينفع إذا


(١) هو الصحابي الجليل عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، التقى بجعفر بن أبي طالب في الحبشة ثم خرج معه إلى المدينة مسلماً. استعمله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على زبيد، وعدن، وساحل اليمن، واستعمله عمر على الكوفة والبصرة؛ وكان من أحسن أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صوتاً، وروى له الجماعة ومناقبه وفضائله كثيرة جداً توفي ـ رضي الله عنه ـ سنة (٤٢) وقيل: سنة (٥٠) وقيل: (٥١) وقيل: (٥٢) وقيل: (٥٣) في مكة وهو ابن ٦٣ سنة. انظر: تهذيب الكمال (١٥/ ٤٤٦) وطبقات ابن سعد (٢/ ٣٤٤) وسير أعلام النبلاء (٢/ ٣٨٠).
(٢) هو أبو علي الأهوازي، الحسن بن علي بن إبراهيم، المقرئ المحدث، مقرئ أهل الشام، وصاحب التصانيف، قال عنه الذهبي: هو الشيخ الإمام العلامة، ولد سنة ٣٦٢ هـ، وألف كتاباً طويلاً في الصفات فيه كذب، توفي ـ سامحه الله ـ سنة ٤٤٦ هـ قال الزركلي: كان يحط على الأشعري قلت: وقد استطال ابن عساكر في ذمه. غفر الله للجميع. انظر: سير أعلام النبلاء ١٨/ ١٣، وشذرات الذهب ٥/ ١٩٩، وتبيين كذب المفتري ص ٣٦٤، والأعلام للزركلي.
(٣) انظر مثال ابن أبي بشر ص ١٨٥.
(٤) انظر تبيين كذب المفتري ص ٣٥.
(٥) أخرجه أحمد في المسند برقم (٩٨٧٢) وبلفظ آخر برقم (٧٩٠٨) كما أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز باب ما جاء في كراهية النوح حديث رقم (١٠٠١) كما أخرجه الطيالسي برقم (٢٣٩٥) قال عنه أبو عيسى: هذا حديث حسن، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث برقم (٧٣٥)، وقال عنه شعيب: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. انظر: الموسوعة الحديثية (١٥/ ٥٣٩).

<<  <   >  >>