فهي مخلوقة، يُعد خليطاً بين مذهب متأخري الأشاعرة ومذهب المعتزلة، وهذا التحليل عن الكوثري انتصار لما هو عليه من مذهب باطل. ولاشك بأن هذا التعليل للمتأمل عَليلٌ، والتعليل به غير مقبول إطلاقاً، فالأشعري - رحمه الله - لم تكن مشكلته مع المعتزلة، وخلافه حول قضية خلق القرآن فقط، بل خلافه معهم في عشرات القضايا، بل حتى خلاف في مصادر التلقي الأساسية، كما أنه أعلن التخلي التام عن هذا المذهب الفاسد، بل ورد عليهم وقدح بهم على رؤوس الأشهاد. فهل الذي يريد التوفيق والإصلاح يسعى لإسقاط شيوخه من المعتزلة؟ وهل الذي يسعى للإصلاح يعلن تخليه التام عن ذلك المذهب الفاسد وعلى رؤوس الأشهاد؟ بل ويخلع ثيابه ـ إن صحت الرواية ـ دلالة على خلعه مذهبهم، بل في بعض الروايات يعلن أن لم يسلم إلا اليوم ثم يقال بأن الأشعري كان يريد التوسط، هذا قول غير مقبول ويفتقر إلى الأدلة. والغريب أن هذا القول وجد من يؤيده، فهذا أحدُ الباحثين يقول: إن الأشعري رأى أن طريقة المعتزلة ستؤدي بالإسلام إلى الدمار، كما أن طريقة المحدثين والمشبهة ستؤدي إلى الجمود والانهيار مع ما في ذلك من تفرقة كلمة الأمة وغرس بذور الشقاق بينها، وأنه من الخير لهذه الجماعة أن يلتقي العقليون والمنطقيون على مذهب وسط يُوَحِّدُ القلوب، ويعيد الوحدة إلى الصفوف