للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحبه، كل منهما يكذب عليه ويقول: إنما صنف هذه الكتب تقية وإظهاراً لموافقة أهل الحديث والسنة من الحنبلية وغيرهم وهذا كذب على الرجل، فإنه لم يوجد له قول باطن يخالف الأقوال التي أظهرها، ولا نقل أحداً من خواص أصحابه، ولا غيرهم عنه ما يناقض هذه الأقوال الموجودة في مصنفاته، فدعوى المدعي أنه كان يبطن خلاف ما يظهر دعوى مردودة شرعاً وعقلاً، بل من تدبر كلامه في هذا الباب - في مواقع - تبين له قطعاً أنه كان ينصر ما أظهره، ولكن الذين يحبونه ويخالفونه في إثبات الصفات الخبرية يقصدون نفي ذلك عنه، لئلا يقال إنهم خالفوه، مع كون ماذهبوا إليه من السنة، قد اقتدوا فيه بحجته التي على ذكرها يعولون، وعليها يعتمدون (١). قلت وقد افتراها عليه بعض من أحبوه وطائفة ممن كرهوه. وهذه الفرية أكدها المستشرق مكدونالد (٢) أيضاً حيث قال: إن الأشعري اضطر إلى كتابة الإبانة وهو لا يؤمن بما فيها وذلك على سبيل


(١) انظر مجموع فتاوى ابن تيمية ١٢/ ٢٠٤.
(٢) ماكدونالد: دنكان بلاك، مستشرق أمريكي، وُلد سنة ١٨٦٣ وهَلَكَ عدو الله، سنة ١٩٤٣. أسس مدرسة كندي للبعثات، وأنشأ مع زويمر مجلة العالم الإسلامي، وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي، ومن أوسع المستشرقين اطلاعاً على الدين الإسلامي. قال الدكتور خالد القاسم: كان في غاية ما يكون من التحامل، وكتب عن لفظ الجلالة بتخبط عجيب، واتهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنه مخترع الصفات، وطعن في الرسول والرسالة. انظر: العقيدة الإسلامية في دائرة المعارف، ١٥٠، ١٥١. وانظر في ترجمته الأعلام للزركلي ٢/ ٣٣٠، موسوعة المستشرقين لبدوي ص ٣٧٢.

<<  <   >  >>