للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في اللمع فهذا يدل على أن الرجل رجع للاعتدال.

رابعاً: حاول أصحاب هذا القول تفنيد خلو العمد من ذكر الإبانة، والتي هي من الأدلة التي اعتمد عليها أصحاب قول إن الإبانة، هي آخر كتبه وعليها استقر مذهبه. فقالوا: إن ابن عساكر لم يهمل ذكر كتاب الإبانة لأنه ذكر كتاب المختصر في التوحيد والقدر. والراجح أنه كتاب الإبانة، ودليل ذلك أن ابن عساكر ذكر أنه في أبواب من الكلام وفي إثبات رؤيا الله في الأبصار والكلام في سائر الصفات .. الخ ما ذكره (١). وعندما نطابق بين موضوعات الإبانة وبين هذا الكتاب يتبين اتفاقهما موضوعاً وترتيباً (٢). وقد انتقد فاروق دسوقي هذا القول فقال: إن هذا لا يكفي بأن يكون الكتابان كتاباً واحداً، لمجرد تشابه الموضوعات وترتيبها، لأن ذلك قائم بين كثير من كتب علم الكلام وبين كتب الأشعري. بدليل اتفاق بعض الأبواب بين اللمع والإبانة، كما أن ابن عساكر ذكر أن في كتاب المختصر كلاماً في التولُّد (٣). بينما ليس في الإبانة ذلك (٤).


(١) انظر التبيين ١٣١، ١٣٢.
(٢) انظر القضاء والقدر ٢/ ٣٢٠، وعزاه لمحمد جلال موسى في بحث له بعنوان: (الجبر عند الأشاعرة). ولم أجد البحث.
(٣) هو: ولد الشيء من الشيء أنشأه، والتوليد عند المعتزلة هو الفعل الصادر من الفاعل بوسط ويقابله المباشرة، وهي الفعل الصادر من الفاعل بلا وسط، فالتولد هو صورة الشيء عن الشيء بواسطة ثالث، انظر المعجم الفلسفي ص ٣٦٨، وانظر: المقالات ص ٢٩٦.
(٤) القضاء والقدر ٢/ ٣٢٠.

<<  <   >  >>