١٠ - إن تسلسل رجوع الإمام الأشعري ـ رحمه الله ـ يُؤَكِّدُ أنه رَجَعَ إلى عقيدة السلف الصالح القائمة على الكتاب والسنة، التي كان عليها الصحابة والتابعون وأئمة أهل السنة والجماعة.
١١ - أنه أَعْلَنَ انتماءه لمذهب الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ ومما يؤكد ذلك أن الأشعري ـ رحمه الله ـ اعتمد بعد رجوعه على نصوص الكتاب والسنة، وارتفعت مكانتهما عنده. فهو يقول بكل وضوح:(قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل، وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة المحدثين، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل ـ نضر الله وجهه، ورفع درجته وأجزل مثوبته، قائلون، ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مُقَدَّمٍ وجليل معظم وكبير مفهم (١). إن مجرد إعلان انتماءه للإمام أحمد وبذله غاية الجهد في معرفة الحق دليلٌ كافٍ على أنه رجع لأهل السنة، بل وأعلن ذلك في الإبانة ولم يعلنه باللمع.