للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثاني: في المسائل الدقيقة في علم الكلام (الدقيق)، ويذكر تفصيلاً في القسم الثاني ما سبق أن أجمله في القسم الأول؛ لهذا اضطر إلى التكرار، وذكر الشيء نفسه في مواضع متعددة. وهذا يعد عيباً في التأليف (١). وذكر الدكتور بدوي، أن رتر استند في تأييده إلى ما ذكره الحسن العسكري (٢) ـ وهو أحد المخلصين للأشعري ـ عندما قال عن الأشعري: «ولم يكن من أهل التصنيف، وكان إذا أخذ القلم يكتب ربما ينقطع ويأتي بكلام غير مرض» (٣). فقال رتر: هذا ما لاحظه حتى تلاميذ الأشعري الأقدمين، أن شيخهم غير متقن للتصنيف، وإن حاول ابن عساكر في دفاعه الشامل عن الأشعري دون تمييز أن يضع مبرراً للأشعري عندما قال: «إن هذا كان حاله في الابتداء، أما بعد أن من الله عليه في الهداية فتصانيفه مستحسنة، مهذبة، وتواليفه وعباراته مستجادة مستصوبة» (٤). وقد أيد عبد الرحمن بدوي حكم الحسن العسكري وحكم رتر، وقال: إنه صائب تماماً. إذ يلاحظ في هذا الكتاب «مقالات الإسلاميين» كثرة التفريع ـ أحياناً ـ بدون موجب، وكثرة التكرار للرأي الواحد في مواضع متعددة، وعدم


(١) انظر مقدمة الناشر ص ١٢ - ١٣ نقلاً عن مذاهب الإسلاميين ص ٥٢٤ - ٥٢٥.
(٢) هو كما ذكر ابن عساكر: أبو محمد الحسن بن محمد العسكري بالأهواز، وكانن من المخلصين في مذهبه ـ أي الأشعري ـ المتقدمين في نصرته. انظر: التبيين ٩١، وهذا غاية ما وجدت.
(٣) انظر التبيين ص ٩١.
(٤) انظر التبيين ص ٩١ - ٩٢، وانظر كلام رتر في مذاهب الإسلاميين ص ٥٢٥.

<<  <   >  >>