للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على هذا الكتاب بمثل هذا الوصف؟! كما أنها أخطأت خطأً بيناً عندما قالت: إن الأشعري قد عرف أساليب العقل، عندما كان معتزلياً، وهذا الاكتساب كان يمكنه أن يكتسبه من أهل السنة أيضاً لكنهم يفتقدون هذه الدربة، وقولها هذا لاشك أنه خطأ بين؛ فإن أهل السنة عندهم قدرة الرد على الخصوم من خلال الكتاب والسنة، والعقل، أما الأساليب المخالفة للكتاب والسنة فهم في غنية عنها ولا حاجة لهم بها (١).

الثاني والستون: كتابٌ في الرؤية: حيث ذكر الأشعري في العمد: أنه ألف كتاباً في الرؤية نقض به اعتراضات الجبائي في مواضع متفرقة من كتب جمعها محمد بن عمر الصيمري (٢) ورواها عنه فأبنَّا فسادها، وأوضحناه، وكشفناه (٣). وقد علقت فوقية على هذا الكتاب بقولها: إن هذا الكتاب قد يكون في الرؤية الصالحة، وهو الموضوع الذي انشغل به الأشعري لفترة بعد رؤيته النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو ما صرح به عقب


(١) قلت: أهل السنة لهم اهتمام بالقضايا العقلية. انظر: كتاب درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما أن للدكتور سعود العريفي رسالة ماتعة بعنوان الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد ففيهما وغيرهما رد على كلام فوقية ـ رحمها الله ـ.
(٢) هو: أبو عبد الله محمد بن عمر الصَّيْمَري، شيخ المعتزلة أخذ عن أبي علي الجبائي، وانتهت إليه رئاسة الكلام بعد الجبائي، وكان ذكياً، له كتاب كبير في الرد على ابن الراوندي، وكتاب المسائل وغير ذلك توفي سنة خمسة عشر وثلاثمائة، انظر سير أعلام النبلاء ١٤/ ٤٨٠، والأعلام ٦/ ٣١١، ولكنه أخطأ عندما كتبه الصَّيْمَري، مع أنه نقل نص الكلام من الذهبي.
(٣) انظر التبيين ص ١٣٤، ومذاهب الإسلاميين ص ٥١١، والإبانة بتحقيق فوقية ص ٦١.

<<  <   >  >>