للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرسطو أمر لا يدل على معرفة مكارثي بحقيقة مفهوم الجدل عند المسلمين. أما عن صلة أقوال الباقلاني في آداب الجدل بكلام الأشعري فهو أمر جائز مع أنه ليس في كلام الباقلاني ما يحيل إلى الأشعري. كما يجب أن نبين: أن آداب الجدل عبارة عن قواعد وأصول. يثبتها كل متكلم لنفسه وللآخرين (١). ولاشك بأن ما ذكره مكارثي غير مسلم به، ولا يعدو أن يكون تحكماً بلا دليل وافتئاتاً على مؤلفه.

السادس والستون: الرد على مقالات الفلاسفة: ذكر الأشعري في العمد أنه ألف كتاباً في مقالات الفلاسفة (٢) خاصة (٣).

السابع والستون: الرد على الفلاسفة: ذكر الأشعري في اللمع: أنه ألف كتاباً في الرد على الفلاسفة، يشتمل على ثلاث مقالات ذكر منها: نقضه علل ابن قيس الدهري. وتكلم فيها على القائلين بالهيولي (٤)


(١) انظر الإبانة تحقيق فوقية ص ٦٢، ٦٣ باختصار وتصرف.
(٢) الفلاسفة: هم أصحاب الفلسفة وكلمة فيلسوف، معناها: محب الحكمة فإن فيلو بمعنى محب وسوف بمعنى حكمة والحكمة قولية وفعلية. أما الحكمة القولية: وهي العقلية أيضاً فهي كل ما يعقله العاقل .. وما يجري مجراه مثل الرسم وبالبرهان، وما يجري مجراه مثل: الاستقراء، فيعبر عنه بهما. أما الحكمة العقلية فهي كل ما يفعله الحكيم لغاية كمالية. انظر الملل والنحل للشهرستاني ٢/ ٥٧، والمواعظ والاعتبار ٢/ ٣٤٤
(٣) انظر التبيين ص ١٣٤، مذاهب الإسلاميين ٥١١، والإبانة تحقيق فوقية ص ٦٣.
(٤) لفظ يوناني معناه الأصل والمادة، وهي نوعان: هيولي بالقوة، أي المادة بالقوة، ولا تخرج الهيولي من القوة إلى الفعل إلا بحلول الصورة فيها. حينئذ تكون: هيولي أي مادة بالفعل، إنما يحصل بقبوله الصورة الجسمانية، كقوة قابلة للصورة، وليس في ذاته صورة إلا بمعنى القوة» انظر معيار العلم ص ٢٦٤، والمعجم الفلسفي ١/ ٥٣٦.

<<  <   >  >>