للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصدر فيه كاتبه عن حب شيخه، ويلجأ إلى أساليب الرؤى والبشارات في تأييد أقواله، وهي ليست أساليب علمية» (١) قلت: كيف يجعل كتاب التبيين علامة على السنية وعلى الفقه؟ وهو كتابُ ترجمه كُلُّه مدح وثناء، وقدح بالمخالف. ثم ماذا يكون مصير من لم يعرف الأشعري - رحمه الله -؟ وكما قال المقبلي (٢): «فليت شعري كيف حال من تقدم الأشعري ومن لا يعلم بوجود الأشعري؟ وليته جعل ذلك في الشافعي (٣)، أو مالك (٤)،


(١) نشأة الأشعرية وتطورها ص ١٦٧.
(٢) صالح بن مهدي بن علي بن عبد الله بن سليمان بن أسعد بن منصور المقبلي ثم الصنعاني ثم المكي ولد سنة ١٠٤٧ هـ في قرية المقبل في الشمال الغربي من مدينة صنعاء في اليمن وتوفي في مكة عام ١١٠٨ كان بارعاً في جميع العلوم ملتزماً بالدليل نابذاً التقليد، ومن مؤلفاته: حاشية البحر الزخار، والعلم الشامخ الذي اعترض فيه على الصوفية وعلماء الكلام، وكان يجمل كتبه ببعض الأشعار. انظر البدر الطالع ١/ ٢٨٨ ترجمة ٢٠٤ والأعلام ٣/ ١٩٧.
(٣) الشافعي: هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع ينتهي نسبه إلى عبد مناف بن قصي حيث يجتمع مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الجد فهو ابن عم رسول الله. ولد سنة (١٥٠ هـ) وهو الإمام عالم العصر ناصر الحديث فقيه الملة تلقى العلم عن عدد كبير، منهم سفيان بن عيينة حدث عنه الحميدي والإمام أحمد بن حنبل وخلق كثير، صنف التصانيف في الأصول والفروع ومن أهم كتبه «الأم» أثنى عليه عدد كبير من أهل العلم، وله ديوان مطبوع توفي ـ رحمه الله ـ سنة (٢٠٤ هـ).
انظر: طبقات الفقهاء للشافعيين (١/ ١٩/ ٧٧)، وسير أعلام النبلاء ١٠/ ٥).
(٤) مالك: هو الإمام شيخ الإسلام إمام دار الهجرة، مالك بن أنس بن مالك الأصبحي. ولد رحمه الله سنة (٩٣)، تلقى العلم عن نافع والزهري وخلق عظيم، وروى عنه يحيى بن كثير ويحيى بن سعيد وخَلق، قال الشافعي: (إذا ذُكِرَ العلماء فمالك النجم)، أَلّف الموطأ ـ رحمه الله ـ بطلب من الخليفة. توفي ـ رحمه الله ـ سنة (١٧٩ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء (٨/ ٤٨). وانظر ترتيب المدارك (١/ ٤٤ ـ ١٢٩).

<<  <   >  >>