للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى دليل، خاصة وقد بالغ ابن عساكر ـ رحمه الله ـ في ذكرهم، وذكر أئمة أعلام لم يذكر من ترجم لهم هذا التتلمذ، مع أن ابن عساكر قد نبه على أن هذا التتلمذ قد لا يكون مباشراً حيث قال: «وقد قسمتهم خمس طبقات، وجدتها على تصحيح قوله متفقات، فالطبقة الأولى هم أصحابه، الذين أخذوا عنه ومن أدركه ممن قال بقوله أو تعلم منه» (١) وقد أوضح هذا المعنى السبكي حيث قال: وربما كان في هؤلاء من لم يثبت عندنا أنه جالس الشيخ، ولكن كلهم عاصروه، وتمذهبوا بمذهبه، وقرؤوا كتبه، وأكثرهم جَالسوه، وأخذوا عنه شفاهة (٢). وفيما يظهر أن هناك تناقضاً بعبارة السبكي، حيث بين أنه لم يثبت عنده عن بعضهم المجالسة ثم قال: لأنهم كلهم عاصروه، وتمذهبوا بمذهبه، وقرؤوا كتبه، قلت: فكيف يُعد ذلك تلميذاً بمجرد قراءة الكتاب والتمذهب بالمذهب؟! فالتلميذ الحقيقي هو من أخذ عن الشيخ مباشرة وعاصره، وليس بمجرد قراءة كتابه أو التمذهب بمذهبه. وقد نبه الشيخ المحمود على أنه ليس كل من ذكر يُعد تلميذاً حيث قال: - أما من يسميهم ابن عساكر بالطبقة الأولى من أصحاب الأشعري فلم يثبت عنهم كلهم تتلمذهم عليه (٣).

والخلاصة أن للأشعري - رحمه الله - تلامذة كثر وأتباع أكثر، وقد


(١) انظر: تبيين كذب المفتري صـ ١٧٧.
(٢) طبقات الشافعية ٣/ ٣٦٨.
(٣) انظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة هامش ٥ في ١/ ٣٤٤.

<<  <   >  >>