للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعرى الكعبة، ثم ذكر قصة أسر القرامطة أحد أهل الحديث حيث قال: وأخبرني رجل من أصحاب الحديث أسرته القرامطة واستعبدته سنين، ثم هرب منها إلى أمكنة قال: وكان يملكني رجل منهم يسومني سوء العذاب، يستخدمني أعظم خدمة، ويعربد إذا سكر فسكر ليلة وأقامني حياله، وقال: ما تقول في محمد هذا صاحبكم؟ فقلت: لا أدري، ولكن ما تعلمني أيها المؤمن أقوله، فقال كان رجلاً سائساً قال: - فما تقول في أبي بكر (١)؟ قلت: لا أدري، قال: كان رجلاً ضعيفاً مهيناً، قال: فما تقول في


(١) هو الخليفة الراشد الصديق الصحابي الجليل عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة التيمي القرشي أول من أسلم من الرجال وثاني اثنين إذ هما في الغار، لقبه النبي الكريم بالصديق ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر، أحب الصحابة وأقربهم للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت الراية معه في يوم تبوك وحج في الناس أول حجة في الإسلام في السنة التاسعة للهجرة، واستقر خليفة في الأرض بعد وفاة النبي صلوات الله عليه ولقبه المسلمون خليفة رسول الله. ولم يختلف أحد من الصحابة بأفضليته وأوليته، وقد بذل من نفسه وماله في سبيل الله مالا يخفى على عاقل وسمي بالعتيق لجماله، حيث كان أبيض نحيفاً، خفيف العارضين مع … الوجه، وقيل سمي عتيقاً لأنه قديم في الخير وقيل غير ذلك، وكان أنسب العرب وأعلم قريش بأنسابها أسلم رضي الله عنه - وله أربعون ألف درهم، ومات ولم يترك ديناراً ولا درهماً. اعتق سبعة من أهل الإسلام منهم بلال بن رباح. ومناقبه رضي الله عنه كثيرة جداً وترجم له ابن عساكر في تاريخه قدر مجلد، توفي رضي الله عنه في يوم الاثنين في جمادي الأولى سنة ١٣ هـ. وهو ابن ثلاث وستين سنة بعد خلافة راشدة عادلة عمرها سنتان وثلاثة أشهر واثنان وعشرون يوماً. انظر الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ١٤٤/ ١٥٠، وأسد الغابة ٣/ ٢٠٨.

<<  <   >  >>