للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن الراوندي (١)، كما وجد كثيرٌ من الأعلام، سواء أكانوا من الأتقياء الأخيار أو من الفسقة الفجار، ومع وجود بعض أعلام الملاحدة والرافضة، إلاَّ أن أهل السنة كانت لهم قوة ومنعة، ولله الحمد والمنة، لوجود أعلامهم الكبار، ومن دلالة ارتفاع قدرهم، أمْرُ أمير المؤمنين المعتضد بنوادي بغداد، بألا يُمَكَّنَ أحدٌ من القُصَّاص ومن أشبههم من الجلوس في المساجد أو الطرقات، وألا تُباع كُتب الكلام والفلسفة والجدل بين الناس (٢). كما شهد العصر، انحسار المذهب المعتزلي، بعد أن استطاع علماء أهل السُّنة الانتصار عليهم وتفنيد شبهاتهم.

والخلاصةُ أن هذا العصر يُعَدُّ من أثرى العصور في كثرة المؤلفات، التي نفع الله بها المؤمنين، وخاصة كتب السُنَّة، التي سبق أن مرَّ معنا أن خمسةً من الكتب الستةِ عاش مؤلفوها في هذا العصر.


(١) هو: أبو الحسن، أحمد بن يحيى، بن إسحاق، المعروف بابن الراوندي، ذكر الذهبي بأنه الريوندي، قال عنه الذهبي: الملحدُ عدو الدين صاحب التصانيف في الحطِّ على الملة، وكان. يلازم الرافضة والملاحدة، وقال عنه ابن كثير: إنه أحد مشاهير الزنادقة والملحدين، وصنف كتاباً في الرِّد على القرآن، أسماه الدامغ أ. هـ. قال ابن عقيل: عجبي كيف لم يُقْتَلْ وقد صنَّف الدامغ ولهذا الملحد عجائب. انظر: في ترجمته البداية والنهاية ٤/ ٧٦٤، سير أعلام النبلاء ١٤/ ٥٩، والمنتظم ١٣/ ١٠٨.
(٢) انظر: البداية والنهاية ١٤/ ٦٤٢ مع اختصار يسير.

<<  <   >  >>