سوابق الكلام ولواحقه إلى أن التقدير، فمن آمن كان في النور، وكان في ذلك اليوم برجحان ميزانه من الغابنين، ومن كفر كان في الظلام، وكان في ذلك اليوم بنقصان ميزانه من المغبونين، فعطف عليه قوله بياناً لآثار ذلك الغبن، وتفضيلاً له بإصلاح الحامل على التقوى وهو أمور منها القوة العلمية:{ومن يؤمن} أي يوقع الإيمان ويجدده على سبيل الاستمرار {بالله} أي الملك الأعظم الذي لا كفؤ له. ولما ذكر الرأس وهو إصلاح القوة العلمية، أتبعه البدن وهو إصلاح القوة العملية فقال:{ويعمل} تصديقاً لإيمانه {صالحاً} أي عملاً هو مما ينبغي الاهتمام بتحصيله لأنه لا مثل له في جلب المنافع ودفع المضار.
ولما كان الدين مع سهولته متيناً لن يشاده أحد إلا غلبه، قال حاملاً على التقوى بالوعد بدفع المضار، ولعله أفرد الضمير إشارة إلى أن زمان التكفير والدخول متفاوت بحسب طول الحساب وقصره، كلما فرغ واحد من الحساب دخل الجنة إن كان من أهلها:{يكفر} أي الله - على قراءة الجماعة بأن يستر ستراً عظيماً {عنه سيئاته} التي غلبه عليها نقصان الطبع، وأتبع ذلك الحامل الآخر وهو الترجئة يجلب المسار لأن الإنسان يطير إلى ربه سبحانه بجناحي الخوف والرجاء