والرهبة والرغبة والنذارة والبشارة فقال:{ويدخله} أي رحمة له وإكراماً وفضلاً {جنّات} أي بساتين ذات أشجار عظيمة وأغصان ظليلة تستر داخلها، ورياض مديدة منوعة الأزاهير عطرة النشر تبهج رائيها، وأشار إلى دوام ريها بقوله:{تجري} ولما كان عموم الماء لجميع الأرض غير ممدوح، بين أنه في خلالها على أحسن الأحوال فقال:{من تحتها} وبين عظمه بقوله: {الأنهار} ولما كان النزوح أو توقعه عن مثل هذا محزناً، أزال توقع ذلك بقوله جامعاً لئلا يظن الخلود لواحد بعينه تصريحاً بأن من معناها الجمع وأن كل من تناولته مستوون في الخلود:{خالدين فيها} وأكد بقوله: {أبداً} والتقدير على قراءة نافع وابن عامر بالنون: نفعل التكفير والإدخال إلى هذا النعيم بما لنا من العظمة فإنه لا يقدر على إسعاد من شاء وإشقاء من شاء إلا الله سبحانه، ولا تكون هذه القدرة تامة إلا لمن كان عظيماً لا راد لأمره أصلاً.
ولما كان هذا أمراً باهراً جالباً بنعيمه سرور القلب، أشار إلى عظمته بما يجلب سرور القلب بقوله:{ذلك} أي الأمر العالي جداً من الغفران والإكرام، لا غيره {الفوز العظيم *} لأنه جامع لجميع