الإسلام، لكن أثابه الله على تعظيم كتاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن أبقى ملكه في أطراف بلاده إلى الآن، وبلغني أن الكتاب محفوظ عندهم إلى هذا الزمان؛ وبعث شجاع بن وهب الأسدي رضي الله عنه إلى الحارث بن أبي شمر الغساني - وقال القضاعي: المنذر بن أبي شمر عامل قيصر على تخوم الشام - ثم إلى جبلة بن الأيهم الغساني، فأما الحارث أو المنذر فغضب من الكتاب وهمّ بالمسير إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليقاتله، زعم فنهاه عن ذلك قيصر، فأكرم شجاعاً ورده وأسلم حاجبه مري الرومي بما عرف من صفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الإنجيل، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «باد ملك الحارث، وفاز مري» فقلّ ما لبث الحارث حتى مات، وولي بعده في مكانه جبلة بن الأيهم الغساني، وهو آخر ملوك غسان على نواحي الشام، فرد إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شجاع بن وهب رضي الله عنه، فرد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رداً جميلاً ولم يسلم، واستمر يتربص حتى أسلم في خلافة عمر رضي الله عنه لما رأى من ظهور نور الإسلام وخمود نار الشرك، ثم إنه