بذلك! قال: والصواب ما بينا؛ قال الشيخ محيي الدين: ومما يؤيد ما قاله - أي الرافعي - ما ذكره الشيخ إبراهيم المروزي في تعليقه: قال: حكى صاحب التقريب عن الشافعي رحمه الله أن النصراني إذا سمى غير الله كالمسيح لم تحل ذبيحته، قال صاحب التقريب: معناه أن يذبحها له. فأما إن ذكر المسيح على معنى الصلاة على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجائز، قال: وقال الحليمي: تحل مطلقاً وإن سمى المسيح - والله أعلم، ثم قال في المسائل المنثورة: الثالثة: قال ابن كج: من ذبح شاة وقال: أذبح لرضى فلان، حلت الذبيحة، لأنه لا ينصرف إليه بخلاف من تقرب بالذبح إلى الصنم؛ وقال الروياني: إن من ذبح للجن وقصد به التقرب إلى الله تعالى ليصرف شرهم عنه فهو حلال، وإن قصد الذبح لهم فحرام؛ ومما يوضح لك سر هذا الانتظام ويزيده حسناً أن هذه الآيات كلها من قوله تعالى
{إن الله فالق الحب والنوى}[الأنعام: ١٠٠] إلى آخر السورة تفصيل لقوله تعالى في أول السورة {قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السماوات والأرض}[الأنعام: ١٤] ، فلما ذكر إبداعه السماوات والأرض بقوله {إن الله فالق الحب والنوى}[الأنعام: ٩٥] ونحوه، وأنكر اتخاذ من دونه بقوله {وجعلوا لله شركاء الجن}[الأنعام: ١٠٠] وما نحا نحوه، قال {فكلوا}[الأنعام: ١١٨] إشارة إلى {وهو يطعم ولا يطعم}[الأنعام: ١٤] وقوله {أو من كان ميتاً فأحييناه}[الأنعام: ١٢٢] وقوله {فمن يرد الله أن يهديه}[الأنعام: ١٢٥] ونحوهما إشارة إلى قوله {قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم}[الأنعام: ١٤] ، وقوله {ويوم نحشرهم جميعاً}[الأنعام: ٢٢] ونحوه مشير إلى {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}[الأنعام: ١٥] .