للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنه سبحانه ما أصابهم بها إلا بذنوبهم {ويعفو عن كثير} [الشورى: ٣٤] كما أن أحدهم لا يعاقب فتاة إلا بذنب وما لم يتب فهو يوالي عقابه.

ولما ذكر ما يحدث منهم من القول استهزاء، أتبعه تأكيداً لزيادة كفرهم وتوضيحاً لتصويره ما يحدث من فعلهم استهزاء من الإيمان والتغامز بالعيون فقال {وإذا} وأكد بالنافي فقال: {ما} ولما كان الغرض نفس الإنزال لا تعيين المنزل، بني للمفعول قوله {أُنزلت سورة} أي طائفة من القران {نظر بعضهم} أي المنافقين {إلى بعض} أي متغامزين سخرية واستهزاء قائلين: {هل يراكم} وأكدوا العموم فقالوا: {من أحد} أي من المؤمنين إن انصرفتم، فإن يشق علينا سماع مثل هذا، ويشق علينا أن يطلع المؤمنون على هذا السر منا.

ولما كان انصرافهم عن مثل هذا المقام مستهجناً، أشار إلى شدة قبحه بأداة التراخي فقال: {ثم انصرفوا} أي إن لم يكن أحد يراهم، وإن رآهم أحد من المؤمنين تجشموا المشقة وثبتوا؛ ولما كانوا مستحقين لكل سوء، أخبر عنهم في أسلوب الدعاء بقوله: {صرف الله} أي الذي له الغنى المطلق والكمال كله {قلوبهم} أي عن الإيمان؛ ثم علل ذلك بقوله: {بأنهم قوم} وإن كانوا ذوي قوة على ما يحاولونه فإنهم {لا يفقهون*} أي قلوبهم مجبولة على عدم الفهم لما بها من الغلظة،

<<  <  ج: ص:  >  >>