سهامه وإفضاء مرامه، فقال:{واتبعت} أي بغاية جهدي ورغبتي {ملة آباءي إبراهيم} خليل الله، وهو جد أبيه {وإسحاق} ابنه نبي الله وهو جده {ويعقوب} أبيه إسرائيل: الله. وهو أبوه حقيقة، وتلك هي الحنيفية السمحة التي هي الميل مع الدليل من غير جمود مع هوى بوجه من الوجوه؛ روى البخاري في التفسير وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:«سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيّ الناس أكرم؟ قال: أكرمهم عند الله أتقاهم، قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله: ابن خليل الله، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ قالوا: نعم، قال: فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا» فكأنه قيل: ما تلك الملة؟ فقال:{ما كان لنا} أي ما صح وما استقام بوجه من الوجوه، لما عندنا من نور العلم الذي لم يدع عندنا لبساً بوجه أصلاً {أن نشرك} أي نجدد في وقت ما شيئاً من إشراك {بالله} أي الذي له الأمر كله، وأعرق في النفي فقال: