وكما للعقل الأدنى فكرة تنبىء عن بداهته فكذلك للعقل الأعلى فكرة تنبىء عن عليّ فطرته {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر - إلى قوله: لآية لقوم يتفكرون} وهذا العقل الأعلى هو اللب الذي عنه يكون التذكر بالأدنى من الخلق لللأعلى من الأمر {وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون}[النحل: ١٣] وفي مقابلة كل من هذه الأوصاف أضداد يرد البيان فيها بحسب مقابلتها، وكذلك حكم وصف المسلمين فيها يظهر أن «لا أنجى للعبد من إسلامه نفسه لربه» ووصف المحسنين فيما يظهر قيام ظاهر حسه {آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}[البقرة: ١] من استغنى بما عنده من وجدٍ لم يتفرغ لقبول غيب {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وءامنوا برسوله}[الحديد: ٢٨] ، {إذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وءامنوا ثم اتقوا وأحسنوا}[المائدة: ٩٣] ، {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه} ، {ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين} «