فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به» {وفي خلقكم وما يبث من دابة ءايات لقوم يوقنون}[الجاثية: ٤]{وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين}[الأنعام: ٧٥] ولجملة هذه الأوصاف أيضاً أضداد يرد بيان القرآن فيها بحسب تقابلها ويجري معها إفهامه، وما أوصله خفاء المسمع والمرأى إلى القلب هو فقهه، ومن فقد ذلك وصف سمعه بالصمم وعينه بالعمى، ونفى الفقه عن قلبه، ونسب إلى البهيمية، ومن لم تنل فكرته أعلام ما غاب عيانه نفي عنه العلم
{الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعاً}[الكهف: ١٠١] ، {لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}[الأعراف: ١٧٩] ، {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة}[المنافقون: ٨]-إلى قوله:{ولكن المنافقين لا يعلمون}[المنافقون: ٨] ، {يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} - الآية إلى قوله تعالى:{ولكن المنافقين لا يفقهون} نفي العلم فيما ظهرت أعلامه والفقه فيما خفي أمره، ومراد البيان عن أضدادها هذه الأوصاف بحسب تقابلها، وهذا الباب لمن يستفتحه من أنفع فواتح