للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجهل بأن {قالوا} عدولاً إلى المغالبة وتمادياً في الخبث {أخرجوا آل لوط} فأظهر ما أضمره في الأعراف لأن الإظهار أليق بسورة العلم والحكمة وإظهار الخبء، وقالوا؛ {من قريتكم} مناً عليه بإسكانه عندهم؛ وعللوا ذلك بقولهم: {إنهم} ولعلهم عبروا بقولهم: {أناس} مع صحة المعنى بدونه تهكماً عليه لما فهموا من أنه أنزلهم إلى رتبة البهائم {يتطهرون*} أي يعدون أفعالنا نجسة ويتنزهون عنها.

فلما وصلوا في الخبث إلى هذا الحد، سبب سبحانه عن قولهم وفعلهم قوله: {فأنجيناه وأهله} أي كلهم، أي من أن يصلوا إليه بأذى أو يلحقه شيء من عذابنا {إلا امرأته} فكأنه قيل: فما كان من أمرها؟ فقيل: {قدرناها} أي جعلناها بعظمتنا وقدرتنا في الحكم وإن كانت خرجت معه {من الغابرين*} أي الباقين في القرية في لحوق وجوههم والداهية الدهياء أنفسهم وديارهم حتى كانوا كأمس الدابر {وأمطرنا} وأشار إلى أنه إمطار عذاب بالحجارة مع تعديته بالهمزة وهو معدى بدونها فصارت كأنها لإزالة الإغاثة بالإتيان بضدها بقوله: {عليهم} وأشار إلى سوء الأثر لاستلزامه سوء الفعل الذي نشأ عنه وغرابته بقوله: {مطراً} أي وأيّ مطر؛ ولذلك سبب عنه قوله: {فساء مطر المنذرين*}

<<  <  ج: ص:  >  >>