يونس: ١٨] وأما غيرهم فيقع منهم ما يسمى شفاعة تارة تصريحاً وأخرى تلويحاً كالشفاعة العامة من نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخلق عامة لفصل القضاء، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ناس بأعيانهم:«أصحابي إليّ إليّ، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقول: فسحقاً سحقاً» وقول إبراهيم عليه الصلاة والسلام {ومن عصاني فإنك غفور رحيم}[إبراهيم: ٣٦]{شفعاء} ينقذونهم مما هم فيه وما يستقبلونه وإتيانه بصيغة جمع الكثرة يمكن أن يكون لا مفهوم له، لأن مورده رد اعتقادهم في قولهم السالف، ويمكن أن يفهم أنه قد يقع من بعض من عبدوه شفاعة، أو تلويح بها كقول عيسى عليه السلام {وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}[المائدة: ١١٨] .
ولما ذكر حال الشفعاء معهم، ذكر حالهم مع الشفعاء فقال:{وكانوا} أي كوناً هو في غاية الرسوخ {بشركائهم} أي خاصة {كافرين*} أي متبرئين منهم ساترين لأن يكونوا اعتقدوهم آلهة وعبدوهم جرياً على عادتهم فيما لا يغنيهم من العناد والبهت.