وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير: لما تضمنت سورة غافر ما تقدم من بيان حالي المعاندين والجاحدين، وأعقبت بسورة السجدة بياناً أن حال كفار العرب في ذلك كحال من تقدمه وإيضاحاً لأنه الكتاب العزيز وعظيم برهانه، ومع ذلك فلم يجد على من قضى عليه تعالى بالكفر، اتبعت السورتان بما اشتملت عليه سورة الشورى من أن ذلك كله إنما جرى على ما سبق في علمه تعالى بحكم الأزلية {فريق في الجنة وفريق في السعير}{وما أنت عليهم بوكيل}{ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة}{ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم}{وهو على جمعهم إذا يشاء قدير}{وما أنتم بمعجزين في الأرض}{ومن يضلل الله فما له من سبيل}{إن عليك إلا البلاغ}{نهدي به من نشاء من عبادنا} فتأمل هذه وما التحم بها مما لم يجر في السورة المتقدمة منه إلا النادر، ومحكم ما استجره، وبناء هذه السورة