مرتباً للظرف على الجار ليفيد أن أم الكتاب من أغرب الغريب الذي عنده {لدينا} على ما هو عليه هناك {لعليّ} .
ولما كان العلي قد يتفق علوه ولا تصحبه في علوه حكمة، فلا يثبت له علوه، فيتهور بنيانه وينقص سفوله ودنوه، قال:{حكيم} أي بليغ في كل من هاتين الصفتين راسخ فيهما رسوخاً لا يدانيه فيه كتاب فلا يعارض في عليّ لفظه، ولا يبارى في حكيم معناه، ويعلو ولا يعلى عليه بنسخ ولا غيره، بل هناك مكتوب بأحرف وعبارات فائقة رائقة تعلو عن فهم أعقل العقلاء، ولا يمكن بوجه أن يبلغها أنبل النبلاء، إلا بتفهيم العلي الكبير، الذي هو على كل شيء قدير.
وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير: لما أخر سبحانه بامتحان خلف بني إسرائيل في شكهم في كتابهم بقوله: {وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب}[الشورى: ١٤] ووصى نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتبري من سيئ حالهم والتنزه عن سوء محالهم فقال {ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب} الآية [الشورى: ١٥] وتكرر الثناء على الكتاب العربي كقوله {وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً}[الشورى: ٧] وقوله {الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان}[الشورى: ١٧] وقوله {وكذلك أوحينا إليك روحاً