اليد والعصا اللتين شهدوا فيهما عظمتنا ودلتاهم على قدرتنا على جميع الآيات {إذا هم} أي بأجمعهم استهزاء برسولنا، وطال ما يضحك عليهم هو ومن آمن برسالته وبما جاء به عنا يوم الحسرة والندامة {منها يضحكون} أي فاجؤوا المجيء بها من غير توقف ولا كسل بالضحك سخرية واستهزاء.
ولما كان ربما ظن ظان أن في الآيات ما يقبل شيئاً من ذلك، بين حالها سبحانه بقوله:{وما} أي والحال أنا ما {نريهم} على ما لنا من الجلال والعلو والكمال، وأعرق في النفي بإثبات الجار وأداة الحصر لأجل من قد يتوهم أنهم معذورون في ضحكهم فقال:{من آية إلا هي أكبر} أي في الرتبة {من أختها} أي التي تقدمت عليها بالنسبة إلى علم الناظرين لها لأن الآدمي لما له من النسيان إذا أتاه الثاني من المتساويين رأى جميع من أتاه ناسياً ولا بعض من أتى الأول فيقطع بأنه أكبر منه، أو أن هذا كناية عن أنها كلها في نهاية العظمة كما قال شاعرهم: