تقل لاقيت سيدهم» ... أو أن بينها في الكبر عموماً وخصوصاً من وجه، وأحسن من ذلك ما أشار إليه ابن جرير من أن كل آية أوضح في الحجة عليهم وأوكد مما قبلها، لأنها دلت على ما دلت عليه وزادت ما أفادته المعاضدة من الضخامة فصارت هي مع ما قبلها أكبر مما قبلها عند ورودها وإقامة الحجة بها.
ولما كان التقدير: فاستمروا على كفرهم ولم يرجعوا لشيء من الآيات لأنا أصممناهم وأعميناهم وأحطنا بهم الضلال لعلمنا بحالهم، عطف عليه قوله:{وأخذناهم} أي أخذ قهر وغلبة {بالعذاب} أي كله لأنا واترنا عليهم ضرباته على وجه معلم بأنا قادرون على ما نريد منه فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم {آيات مفصلات} والقطع: البرد الكبار الذي لم يعهد مثله ملتهباً بالنار، وموت الأبكار، فكانت آيات على صدق موسى عليه الصلاة والسلام بما لها من الإعجاز، وعذاباً لهم في الدنيا موصولاً بعذاب الآخرة، فيا لها من قدرة باهرة وحكمة ظاهرة {لعلهم يرجعون} أي ليكون حالهم عند ناظرهم الجاهل بالعواقب حال من يرجى رجوعه.
ولما كان فرعون في كثير من الضربات التي كان يضربه بها