المسائل الفقهية التي بناها الحنابلة في مذهبهم على الاحتجاج بمذهب الصحابي - من أول كتاب النكاح إلى نهاية كتاب الإقرار)

المبحث الثالث المسائل المبنية على مذهب الصحابي عند الحنابلة في كتاب الأطعمة والأيمان والقضاء والفتيا - المطلب الثاني: الاصطياد بالبندق - ص: 197

فاضت الدنيا، وانتهى وسع الناس طيران الحمام والرمي على الجلاهقات (١)، فاستعمل عليها عثمان رجلًا من بني ليث (٢) سنة ثمان، فقصها وكسر الجلاهقات)). (٣)

٢ - قال عمرو بن شعيب (٤): ((أول من منع الحمام الطيارة والجلاهقات عثمان، ظهرت بالمدينة فأمر عليها رجلًا، فمنعهم منها)) (٥)

وجه الدلالة منهما: دل قول عثمان -رضي الله عنه- وكسر الجلاهقات وهي البندق وقوله فمنعهم منها على النهي. قال ابن تيمة -رحمه الله-: (أن عثمان -رضي الله عنه- نهى عن الرمي بالجلاهق وهي البندق والمقتول بالبندق حرام باتفاق المسلمين وإن أدرك حيا وذكى فحلال). (٦)

---

(١) الجلاهق: هي البندق الذي يرمى به، وأصله بالفارسية: جله، وهي كبة غزل. انظر: «القاموس المحيط» للفيروز آبادي (١/ ٨٧٢)
(٢) بنو ليث: بطن من بكر من كنانة، ومن بني ليث هذا الصعب ابن خثامة الصحابي. «نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب» للقلقشندي، (ص ٤١١)
(٣) أخرجه الطبري في «تاريخه» (٤/ ٣٩٨) من طريق السري، عن شعيب، عن سيف، عن عثمان بن حكيم ابن عباد بن حنيف، عن أبيه، قال .... ، وابن عساكر في «تاريخه» (٣٩/ ٢٢٨) وابن الأثير في «الكامل في التاريخ» (٢/ ٥٤٧) والمتقي الهندي في «كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال» (١٥/ ٢٢٢) رقم (٤٠٦٧٥)، السري بن يحيى= قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (لم يقض لنا السماع منه، وكتب إلينا بشيء من حديثه، وكان صدوقا) (٤/ ٢٨٥)، شعيب بن إبراهيم= قال ابن حجر -رحمه الله- «لسان الميزان» (فيه جهالة) (٤/ ٢٤٧) سيف بن عمر= قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (ضعيف الحديث، عمدة في التاريخ) (ص ٢٦٢)، عثمان بن حكيم ابن عباد = وثقه ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (ص ٣٨٣)، أبيه حكيم بن عباد= قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (صدوق) (ص ١٧٦)
(٤) هو: عمرو بن شعيب بن محمد السهمي، أبو إبراهيم، وأبو عبد الله، ابن عبد الله بن عمرو بن العاص حدث عن: أبيه فأكثر. وعن: سعيد بن المسيب، حدث عنه: الزهري وعطاء بن أبي رباح، فقيه أهل الطائف، ومحدثهم، وكان يتردد كثيرًا إلى مكة، وينشر العلم، مات سنة (١١٨ هـ). انظر: «تاريخ دمشق» (٤٦/ ٧٥) «سير أعلام النبلاء» (٥/ ١٦٥)
(٥) أخرجه الطبري في «تاريخه» (٤/ ٣٩٨) من طريق السري، عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب … ، وابن عساكر في «تاريخه» (٣٩/ ٢٢٨)، السري بن يحيى= تقدم قريبًا، شعيب بن إبراهيم=تقدم قريبًا، سيف بن عمر=تقدم قريبًا، محمد بن عبد الله = قال ابن حجر في «التقريب» (متروك) (ص ٤٩٤) والصحيح كما أورده ابن عساكر محمد بن عبيد الله لأنه روى عن سيف بن عمر، عمرو بن شعيب= قال ابن حجر «التقريب» (صدوق) (ص ٤٢٣)
(٦) «مختصر الفتاوى لابن تيمة»، للبعلي (ص ٥٢٠)