للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجد في كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، آخذ بقول أصحابه، ثم آخذ بقول من شئت منهم، وأدع قول من شئت منهم، ولا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم). ثم ذكر أنه إذا انتهى الأمر إلى التابعين، (فقوم اجتهدوا وأنا أجتهد كما اجتهدوا). (١)

وللحنفية في هذا الأصل قولان:

القول الأول: أن قول الواحد من الصحابة مقدَّم على القياس، يترك القياس بقوله. (٢) فهو: حجة وتقليده واجب يترك به-أي بقوله -القياس، وهذا قول أبي سعيد البردعي (٣) وأبي بكر الرازي (٤) في بعض الروايات، وجماعة من أصحاب الحنفية. (٥)

القول الثاني: لأبي الحسن الكرخي. (٦) وجماعة من أصحابه لا يجب تقليده، إلا فيما لا يدرك بالقياس. (٧)

والراجح عند الحنفية هو: القول بحجية مذهب الصحابي، ودلالة ذلك أخذهم به في الفروع


(١) «مختصر المؤمل» لأبي شامة، (ص: ٦٣)
(٢) «أصول السرخسي»، (٢/ ١٠٥)
(٣) هو: أحمد بن الحسين البردعي، أبو سعيد، أخذ عن: أبي علي الدقاق، وإسماعيل بن حماد، وعنه: أبو الحسين الكرخي وأبو طاهر الدباس، له كتاب «الحيض»، من كبار الفقهاء المتقدمين ببغداد، خرج إلى الحج فقُتِلَ في وقعة القرامطة مع الحجاج سنة (٣١٧ هـ)، «الجواهر المضية في طبقات الحنفية» لعبد القادر الحنفي (١/ ٦٦)، و «الفوائد البهية في تراجم الحنفية» لمحمد الهندي (ص ١٩)
(٤) هو: أحمد بن علي الرازي المعروف بالجصاص، أبو بكر، ولد سنة (٣٠٥ هـ)، أخذ عن: علي الزجاج وأبي الحسين الكرخي، وعنه: أحمد الخوارزمي، ومحمد بن يحيى، من أشهر مؤلفاته «أحكام القران» و «شرح مختصر الكرخي»، كان إمام أصحاب أبي حنيفة في وقته، مات سنة (٣٧٠ هـ). «الجواهر المضية في طبقات الحنفية» (١/ ٨٤)، «الفوائد البهية في تراجم الحنفية» (ص ٢٧)
(٥) انظر: «كشف الأسرار»، لعبد العزيز البخاري، (٣/ ٢١٧)، و «شرح التلويح»، للتفتازاني، (٢/ ٣٧، ٣٦) و «فواتح الرحموت»، لعبد العلي الأنصاري، (٢/ ٢٣٢، ٢٣١).
(٦) هو: عبيد الله بن الحسين بن دلال الكرخي، أبو الحسن، ولد سنة (٢٦٠ هـ)، أخذ عن: أبي سعيد البردعي، وإسماعيل القاضي، وعنه: أبو بكر الرازي وأبو علي الشاشي، من أشهر مؤلفاته: «أصول الكرخي» و «الجامع الصغير»، كان كثير الصيام والصلاة، مات سنة (٣٤٠ هـ). انظر: «الجواهر المضية في طبقات الحنفية»، (١/ ٣٣٧) و «الفوائد البهية في تراجم الحنفية» (ص ١٠٨).
(٧) «كشف الأسرار» (٣/ ٢١٧)، و «شرح التلويح»، (٢/ ٣٦)، و «فواتح الرحموت»، (٢/ ٢٣٢، ٢٣١).

<<  <   >  >>