للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الدلالة: في هذا الحديث اجتمع لصفية -رضي الله عنها- بأن كان لها الرسول -رحمه الله- زوجًا ووليًا؛ فدل على صحة تولي طرفي العقد في النكاح إذ كان الزوج هو: الولي فهو: -رحمه الله- أعتقها ثم تزوجها.

٢ - وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- (١): ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل: أترضى أن أزوجك فلانة قال: نعم. وقال للمرأة: ترضين أن أزوجك فلانا قالت: نعم. فزوج أحدهما صاحبه، فدخل بها الرجل، ولم يفرض لها صداقًا، ولم يعطها شيئًا، وكان ممن شهد الحديبية (٢)، وكان من شهد الحديبية له سهم بخيبر (٣)، فلما حضرته الوفاة قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زوجني فلانة، ولم أفرض لها صداقًا، ولم أعطها شيئًا، وإني أشهدكم أني أعطيتها من صداقها سهمي بخيبر، فأخذت سهمًا فباعته بمائة ألف)). (٤)

وجه الدلالة: الشاهد في قوله -رحمه الله- فزوج أحدهما الآخر فكان هذا الرجل هو الولي، وهو الزوج؛ فدل على صحة تولي طرفي العقد.


(١) هو: عقبة بن عامر بن عبس الجهني، أبو عبس ويقال: أبو حماد، ويقال: غير ذلك، روى عنه: من الصحابة: جابر، وابن عباس، وكان عالًما، مقرئًا، فصيحًا، فقيهًا، فرضًيا، شاعرًا، سكن مصر، وكان واليا عليها، وتوفي بها سنة (٥٨ هـ) انظر: «الاستيعاب في معرفة الأصحاب»، (٣/ ١٠٧٣) «سير أعلام النبلاء» (٢/ ٤٦٧)
(٢) الحُديبية: بضم الحاء، وفتح الدال، وياء ساكنة، وباء موحدة مكسورة، وياء اختلفوا فيها فمنهم من شددها ومنهم من خففها، وهي قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، تحتها، وقيل لشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع، وبينها وبين مكة مرحلة، وبينها وبين المدينة تسع مراحل، وتعرف اليوم بالشميسي؛ لأن رجلًا يحمل هذا الأسم حفر هناك بئرًا فأطلق على تلك المنطقة، وليست من الحرم، وتبعد عن أنصاب الحرم حوالي (١، ٥) كيلًا، وعن المسجد الحرام قرابة (٢٥) كيلًا، وفيها مسجد حديث إلى جنب مسجد قديم هو اليوم خراب، وقبل المسجد للقادم من جده نقطة تفتيش تابعة للشرطة. «معجم البلدان»، للحموي (٢/ ٢٢٩)، «معجم الأمكنة»، لجنيدل، (ص ١٨٠)
(٣) خيبر: ولاية مشتملة على حصون ومزارع ونخل كثير، ومعناها بلسان اليهود الحصن، وسميت خيابر لاشتمالها على الحصون وهي الموضع الذي وضعت فيه الغزوة وفتحها النبي، -صلى الله عليه وسلم-، كلها في سنة سبع للهجرة وقيل سنة ثمان، وكان يسمى ريف الحجاز ويبعد عن المدينة (١٦٥) كيلاً شمالا على طريق الشام المار بخيبر فتيماء. انظر: «معجم البلدان»، (٢/ ٤٠٩)، وانظر «معجم المعالم الجغرافية» (ص ١١٨)
(٤) أخرجه أبو داود في «سننه»، كتاب النكاح، باب فيمن تزوج ولم يسم صداقا حتى مات، (٣/ ٤٥٤) رقم (٢١١٧) وابن حبان في «صحيحه»، (٩/ ٣٨١) رقم (٤٠٧٢)، والبيهقي في «السنن الكبرى»، (٧/ ٣٧٩) رقم (١٤٣٣٢)، وصححه الألباني في «صحيح سنن أبي داود»، (١/ ٥٩١)

<<  <   >  >>