للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

((فاقرءوا كيف شئتم)) ، وقصة عمر مع هشام، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه)) .

فمن قرأه، قراءة عبد الله بن مسعود، فقد قرأ بحرفه، ومن قرأ قراءة أُبيّ بن كعب، فقد قرأ بحرفه، ومن قرأ قراءة زيد بن ثابت، فقد قرأ بحرفه.

والحرف يطلق على أحد حروف المعجم، وعلى الكلمة الواحدة، وعلى الكلام المؤلف في معنى، أو معان كثيرة، كما يقال: قال الشاعر في كلمته – يعني: قصيدته -.

وقال الله -تعالى -: {وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ} (١) ، وقال تعالى: {وَأَلزَمَهُم كَلِمَةَ التَّقوَىَ} (٢) ، وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} (٣) ، أراد سبحانه وتعالى: من يعبد الله على الخير يصبه، من تثمير المال، وعافية البدن، وإعطائه السؤال، فهو مطمئن ما دام ذلك له.

وإن امتحنه الله تعالى باللأواء في عيشه، والضراء في بدنه وماله، كفر به.

فهذا عَبَدَ الله على وجه واحد، وهو معنى الحرف، ولو عَبَد الله على الشكر للنعمة، والصبر للمصيبة، والرضا بالقضاء، لم يكن عبد الله على حرف.

وقد تدبرت وجوه الخلاف في القراءات، فوجدتها سبعة أوجه:

أولها: الاختلاف في إعراب الكلمة، أو في حركة بنائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتابة، ولا يغير معناها، نحو قوله تعالى: {هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ


(١) الآية ٧٤ من سورة التوبة.
(٢) الآية ٢٦ من سورة الفتح.
(٣) الآية ١١من سورة الحج.

<<  <  ج: ص:  >  >>