للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علينا أن نجمعه في صدرك {وَقُرآنَهُ {١٧} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ ُ} فإذا أنزلناه فاستمع {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه} علينا أن نبينه بلسانك، قال: فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله)) (١) .

******

قال: ((باب قول الله - تعالى -: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {١٣} أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} يتخافتون: يتسارون.

قال أبو جعفر بن جرير - رحمه الله -: ((يقول جل ثناؤه: أخفوا قولكم، وكلامكم أيها الناس، أو أعلنوه وأظهروه، {إِنَهُ عَلِيمُ بِذاتِ الصُدُورِ} يقول: إنه ذو علم بضمائر الصدور التي لم يتكلم بها، فكيف بما نطق به وتكلم به، أخفى ذلك أو أعلن؛ لأن من لم تخف عليه ضمائر الصدور، فغيرها أحرى أن لا يخفى عليه.

{أَلاَ يَعلَمُ} الرب جل ثناؤه {مَن خَلَقَ} من خلقه، يقول: كيف يخفى عليه خلقه الذي خلق، {وَهُوَ اللَّطِيفُ} بعباده {الخَبِيرُ} بهم وبأعمالهم)) (٢) ؟

قال الحافظ: ((أشار بهذه الآية إلى أن القول أعم من أن يكون بالقرآن أو بغيره.

فإن كان بالقرآن، فالقرآن كلام الله، وهو من صفات ذاته فليس بمخلوق؛ لقيام الدليل القاطع بذلك، وإن كان بغيره فهو مخلوق، بدليل قوله تعالى {أَلاَ يَعلَمُ مَن خَلَقَ} بعد قوله: { {إِنَهُ عَلِيمُ بِذاتِ الصُدُورِ.}

قال ابن بطال: ((مراده إثبات العلم لله صفة ذاتية؛ لاستواء علمه بالجهر


(١) انظر ((الصحيح)) (٦/٢٠٣) .
(٢) ((تفسير الطبري)) (٢٩/٥) طبع بولاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>