للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في قوله: ((إن شاء الله - تعالى -)) : هو على جهة التبرك والامتثال لقوله: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا} (١) (٢) .

قلت: ليس كما قال - رحمه الله - إن التعليق للتبرك وامتثال الأمر، ولكنه تعليق حقيقة، إذ لو شاء الله لم يقع ذلك، غير أنه تعالى شاء وقوعه فأخبر به على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - وخبره حق، والمقصود أن كل شيء بمشيئة الله.

*****

١٠١ - قال: ((حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بينا أنا نائم رأيتني على قليب فنزعت ما شاء الله أن أنزع، ثم أخذها ابن أبي قحافة، فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم أخذها عمر، فاستحالت غربا، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه، حتى ضرب الناس حوله بعطن)) .

هذه رؤيا منام، ورؤيا الأنبياء نوع من أنواع الوحي، كما في حديث عائشة: ((إن أول ما بدأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة)) .

والرؤيا: هي ما يراه الإنسان في نومه.

قوله: ((بينا)) هي ((بين)) الظرفية الزمانية، والألف للإشباع.

((رأيتني على قليب)) أي: رأيت نفسي على قليب وهي البئر المحفورة لاستخراج الماء منها، وقال النووي: ((هي البئر غير المطوية)) (٣) .


(١) الآية ٢٣ من سورة الكهف.
(٢) المصدر السابق.
(٣) ((شرح مسلم)) (١٥/١٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>