للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخبرهم ... " الخ (١) .

وفي أخرى: " فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله" (٢) .

وفي رواية لمسلم: "فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله-عز وجل- فإذا عرفوا الله فأخبرهم ... "الخ (٣) .

وهذه الروايات متفقة في المعنى.

فمعنى شهادة أن لا إله إلا الله: توحيد الله بالعبادة، والبعد عن عبادة ما سواه، وهذا هو الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله، الذي قال الله تعالى فيه" {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} (٤) .

والطاغوت: كل ما عبد من دون الله- كما قال مالك رحمه الله- (٥) سواء كان من البشر، أو من الحجر، أو الشجر، أو الحيوان، أو الأضرحة والعتبات.

والكفر به: الابتعاد عن عبادته، التي هي طلب البركات منه، أو


(١) المصدر نفسه (ص٣٢٢) .
(٢) المصدر السابق، (ص٣٥٧) ، (٨/٦٤) "الفتح".
(٣) انظر: "مسلم بشرح النووي" (١/١٩٩) .
(٤) الآية ٢٥٦من سورة البقرة.
(٥) قال ابن جرير: " الطاغوت: كل ذي طغيان على الله لمن عبده من دونه، إما بقهره لمن عبده أو بطاعة من العباد له، إنساناً كان ذلك المعبود، أو شيطاناً، أو وثناً، أو صنماً، أو كائناً ما كان من أي شيء" انظر "تفسير الطبري" (٥/٤١٩) تحقيق: أحمد ومحمود شاكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>