للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال امرؤ القيس:

يا أيها الساعي ليدرك مجدنا ... ثكلتك أمك هل ترد قتيلاً (١)

وقالت الخنساء في أخيها صخر:

ألا يا صخر إن أبكيت عين ... لقد أضحكتني دهراً طويلاً

ي

بكيتك في نساء معولات ... وكنت أحق من أبدى العويلا

دفعت بك الجليل وأنت حي ... فمن ذا يدفع الخطب الجليلا

إذا قبح البكاء على قتيل ... رأيت بكاءك الحسن الجميلا (٢)

وهذا كثير جدا، ولا يحتاج إلى ذكر الشواهد عليه؛ لشهرته، وبهذا وأمثاله يتبين ضلال المغرورين الذين يستغيثون بالأنبياء، والأولياء، ويتعلقون بشبه واهية، مثل استدلالهم بلفظ النداء، والخطاب المذكور في هذا الحديث، على حضور النبي -صلى الله عليه وسلم- عند كل من يناديه، ويخاطبه؛ ولذلك جوزوا التوجه إليه، ومناداته، في كل ملمة، فضلوا بذلك وأضلوا كثيراً.

مع أن هذه الصيغة هي التي كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يقولها في تشهده والأمة تبع له، تقول مثل ما كان يقول، كما في شرح الآثر للطحاوي بسنده إلى عبد الله بن الزبير، قال: " إن تشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يتشهد به: بسم الله، وبالله، خير الأسماء، التحيات، الطيبات، الصلوات لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً، ونذيراً، وأن

الساعة آتية لا ريب فيها، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، اللهم اغفر لي


(١) انظر: " ديوان امرؤ القيس" (ص١٧٨) .
(٢) انظر: " ديوان الخنساء" (ص١٢٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>