للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمنهم من ييسر له أكثر مما ييسر لغيره، ولما فيه من اختلاف قراءتهم، فكل واحد منهم قرأ بغير قراءة الآخر، فالاختلاف وصف لقراءتهم، لا للقرآن، وهذا كله يدل على أن ذلك فعلهم، وهو المقصود.

*****

قال: باب قول الله تعالى -: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} .

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كل مُيَسر لِمَا خُلِقَ لَهُ)) يقال: ميسر: مهيأ.

وقال مجاهد: يسرنا القرآن بلسانك، هونا قراءته عليك.

وقال مطر الوراق: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} قال: ((هل من طالب علم فيعان عليه) .

قال العيني: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} أي: سهلناه للادكار والاتعاظ.

{فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} متعظ، وأصل ((مدكر)) مفتعل من الذكر، قلبت التاء دالاً، ثم أدغمت في الأخرى (١) .

قال ابن جرير: ((يقول تعالى ذكره: ولقد سهلنا القرآن، بيناه، وفصلناه للذكر، لمن أراد أن يتذكر، ويعتبر، ويتعظ، وهوناه.

ثم روى عن مجاهد أنه قال: هوناه، وعن ابن زيد، قال: بيناه.

ثم قال: وقال بعضهم: هل من طالب علم، أو خير، فيعان، وهو قريب المعنى مما قلناه)) (٢) .

وقال ابن كثير: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} أي: سهلنا لفظه، ويسرنا معناه، لمن أراده ليتذكر الناس، كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ


(١) ((عمدة القاري)) (٢٥/١٩٥) .
(٢) ((تفسير الطبري)) (٢٧/٩٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>