للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية أنهما يكتبان، كل ما نطق به الإنسان أو عمله؛ لأنه قال: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ} .

قال مجاهد: الذي يكتب الحسنات عن يمينه، والذي يكتب السيئات عن شماله.

وقال أيضاً: مع كل إنسان ملكان، ملك عن يمينه، وملك عن يساره.

قال: ((فأما الذي عن يمينه، فيكتب الخير، وأما الذي عن يساره، فيكتب الشر)) .

وقال قتادة: تلا الحسن: {عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِمَالِ قَعِيدُ} فقال: يا ابن آدم، بسطت لك صحيفة، ووكل بك ملكان كريمان، أحدهما عن يمينك، والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك، فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن شمالك، فيحفظ سيئاتك، فاعمل بما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا مت، طويت صحيفتك، فجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة، فيقال لك: {اقرَأ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسِيباً} ، عدل والله فيك من جعلك، حسيب نفسك)) (١) .

(( {يحرِّفُونَ} : يُزيلون: وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله - عز وجل - ولكنهم يحرفونه: يتأولونه على غير تأويله)) .

قال الحافظ: ((لم أر هذا موصولاً من كلام ابن عباس، من وجه ثابت، مع أن الذي قبله، من كلامه، وكذا الذي بعده، وهو قوله: ((دراستهم: تلاوتهم)) ، وما بعده، وأخرج ذلك ابن أبي حاتم، وتقدم في باب قوله


(١) روى هذه الآثار ابن جرير في ((تفسيره)) (٢٦/١٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>