للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

– صلى الله عليه وسلم -: ((إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم)) .

قال في ((اللسان)) : ((في أسماء الله الحسنى: ((المصور)) ، وهو الذي صور جميع الموجودات ورتبها، فأعطى كل شيء منها صورة خاصة، وهيئة مفردة بها، على اختلافها وكثرتها – قال: ((والصورة في الشكل)) (١) .

وفي ((متن اللغة)) : ((الصورة: الشكل، والهيئة، والحقيقة)) (٢) .

وتقدم أن ((المصور)) من أسماء الله الحسنى، وأن التصوير، بمعنى إعطاء كل شيء شكله، الذي هو عليه، من خصائص الله – تعالى -، ولهذا من تشبه به تعالى في ذلك، وصور صور الأحياء، فإن الله يعذبه أشد العذاب.

وقد تكاثرت النصوص الدالة على شدة عذاب المصورين، كما في هذين الحديثين.

قال عكرمة في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنهُمُ اللهُ فِي الدُّنيَا وَالأَخِرَة وَأَعَدَّ لَهُم عَذَاباً مُهِيناً} نزلت في المصورين (٣) .

وفي ((الصحيحين)) من حديث عبد الله بن مسعود، قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: (إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورين)) (٤) ، وفي رواية لمسلم: ((إن من أشد أهل النار يوم القيامة عذاباً المصورين)) .

وروى مسلم إلى ابن عباس، قال: جاءه رجل، فقال: إني رجل أصور هذه الصور، فأفتني فيها، فقال له: ادن مني، فدنا منه، ثم قال: ادن مني،


(١) ((لسان العرب)) (٤/٤٧٣) .
(٢) ((متن اللغة)) (٤/٥١٤) .
(٣) رواه ابن جرير في ((تفسيره)) (٢٢/٤٤) .
(٤) انظر: ((الفتح)) (١٠/٣٨٢) ، و ((مسلم)) (٣/١٦٧٠) رقم (٢١٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>