للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: ((وقال مجاهد: القسطاس: العدل، بالرومية)) .

يعني: أن هذه عربت فصارت عربية، وأنكر بعض العلماء أن يكون في القرآن شيء من غير العربية، وهذا حق؛ لأن ما عرب، وأدخل في اللغة، يكون منها.

قال الإمام الطبري: ((كل ما ذكر عن أهل التفسير من الكلمات، أنها بلسان الحبشة، أو الروم، أو الفرس، أو غيرهم، معناه: اتفاق اللسانين فيها)) (١) .

((ويقال: القسط: مصدر المقسط، وهو العادل)) .

قال الأزهري: ((قال الليث، القسط بكسر القاف: العدل، والفعل منه: أقسط، بالألف.

والقسط: بفتح القاف: الجور. يقال: قسط يقسط قسطاً، وقسوطاً.

والقسط بكسر القاف: النصيب، وقال الله – تعالى -: {وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً} ، قال الفراء: هم الجائرون، الكفار.

وأما المقسطون: [فهم] العادلون، المسلمون)) (٢) .

قال الحافظ: ((وقد اعترض على البخاري في قوله: ((القسط مصدر المقسط)) ؛ لأن مصدر المقسط: الإقساط، قال ابن بطال، والكرماني: إنه أراد بالمصدر ما حذفت زوائده كقول الشاعر: وإن أهلك فذلك قدري.

يقصد: تقديري، فرد إلى أصله)) (٣) .


(١) انظر مقدمة تفسيره.
(٢) ((تهذيب اللغة)) (٨/٣٨٨) ، وانظر ((معاني القرآن)) للفراء (٣/١٩٣) .
(٣) ((الفتح)) (١٣/٥٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>