للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا نظير لفظ اليد المضافة إلي المفرد، كقوله: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (١) ، و {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} (٢) ، ولما أضيفت إلى ضمير الجمع جمعت، كقوله -تعالى-: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} (٣) .

وقد جاء في كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ذكر العين مضافة إلى الله -تعالى- مفردة، ومجموعة.

وجاءت السنة بإضافتها إليه -تعالى- مثناة، كما قال عطاء: عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إن العبد إذا قام في الصلاة، قام بين عيني الرحمن، فإذا التفت قال له ربه: إلى من تلتفت؟ إلى خير لك مني ".

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: " إن ربكم ليس بأعور" صريح بأنه ليس المراد إثبات عين واحدة، فإن ذلك عور ظاهر، تعالى الله عنه.

وهل يفهم من قول الداعي: " اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام" أنها عين واحدة ليس إلا، إلا ذهن أقلف، وقلب أغلف؟

وقد استدل السلف على إثبات العينين لله -تعالى- بقوله - جل وعلا - {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} وممن صرح بذلك أبو الحسن الأشعري في الإبانة، والموجز، والمقالات" (٤) .

قوله -تعالى-: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} فسر البخاري "تصنع" بتغذى، من التغذية، يقال: صنعت الفرس، إذا أحسنت القيام عليه (٥) .


(١) جزء من الآية مفتتح سورة الملك.
(٢) جزء من الآية ٢٦ من سورة آل عمران.
(٣) الآية ٧١ من سورة يس.
(٤) " مختصر الصواعق" (ص٢٤) ط الإمام.
(٥) " الفتح" (١٣/٣٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>