للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعريش: ما يستظل به، وعرش القدم: ما نتأ في ظهرها، وفيه الأصابع، وعرش البئر" طيها بالخشب، بعد أن يطوى أسفلها بالحجارة قدر قامة، فذلك الخشب هو العرش، والجمع عروش.

وعرش يعرش ويعرش عرشاً، أي: بنى بناء من خشب" (١) .

ويظهر مما ذكره أهل اللغة: أن العرش اسم للسرير المرتفع العظيم، الذي يجلس عليه الملك، ويطلق على السقف وعرش الرب - جل وعلا - له المعنيان فهو محل استوائه تعالى، وهو سقف المخلوقات.

قوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} (٢) قال ابن جرير: " يقول -تعالى-: وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض، وما فيهن".

ثم روى عن مجاهد: وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق شيئاً.

وروى بسنده عن قتادة: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} ينبئكم ربكم - تبارك وتعالى- كيف كان بدء خلقه، قبل أن يخلق السموات والأرض.

ثم روى حديث أبي رزين العقيلي: " قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا، قبل أن يخلق خلقه؟ قال: " كان في عماء، ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء".

وفي رواية: " قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ " الخ (٣) .


(١) "الصحاح" (٣/١٠١٠) .
(٢) الآية ٧ من سورة هود.
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/١١، ١٢) ، والترمذي في "التفسير" من "سننه" (٤/٣٥١) وقال: هذا حديث حسن، وابن ماجه في "السنن" (١/٦٤) رقم (١٨٢) والطبري أيضاً في "التاريخ" (١/١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>