للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم يضحك، قال: فينطلق بهم فيتبعونه)) .

وفي الحديث الآخر: قال: ((يجمع الله الأولين والآخرين لميقات)) (١) يوم معلوم، قياماً، أربعين سنة، شاخصة أبصارهم إلى السماء، ينتظرون فصل القضاء، قال: وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد ... )) الخ.

وإذا كانت الأحاديث مصرحة بمجيء الرب نفسه صريحاً يعلمه الخاص والعام، ويزيل كل شبهة، علم أن هذه التحريفات، تكذيب للرسول – صلى الله عليه وسلم -, لا تصدر إلا من جاهل بما أخبر به أو منافق، ليس بمؤمن به.

فأما من آمن به، وعلم ما جاء به، فلا يكون إلا مصدقاً بمضمونها.

ومضمون ما يقوله هؤلاء المحرفون: أن العبادة تكون لغير الله، وهذا من جملة شركهم، فإنهم دخلوا في الشرك من وجوه: منها: إثباتهم خصائص الربوبية لغير الله، حتى جعلوه يدعي الربوبية، ويحاسب العباد, ويسجدون له)) (٢) .

واعلم أن لهم تأويلات غير ما ذكر هنا، من ذلك ما ذكره الإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد، وما ذكره الفخر الرازي في ((تأسيسه)) ، وتبعه على ذلك كل من جاء بعده من شراح الحديث, إلا من شاء الله – تعالى -, فلذلك ننقل ما فيه شبهة قد تشكل على من قرأ كلامهم، وننقل رد شيخ الإسلام عليهم، أما ما هو ظاهر البطلان، فلا حاجة إلى ذكره.

قال الرازي: ((اعلم أن الصورة ما وردت في القرآن، ولكنها واردة في الأخبار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كقوله: ((إن الله خلق آدم على صورته)) وقوله: ((لا يقولن أحدكم لعبده: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك، فإن الله خلق آدم على صورته)) .

ثم قال: ((والجواب: اعلم أن الهاء في قوله: على صورته،


(١) وكل هذه الروايات ثابتة في ((الصحاح)) وغيرها، وسبقت الإشارة إلى ذكر من رواها.
(٢) ((نقض التأسيس)) (٣/٣٧٧ – ٣٨٣) مخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>