للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد انتهاء الوقوف، والقضاء بين الخلق، وذهاب أهل الجنة إليها، وأهل النار إليها)) ، قال الحافظ: ((وهذا إشكال قوي)) (١)

ثم ذكر جوابه، عن القاضي عياض، قال: وتبعه عليه النووي.

وحاصله: أن الحديث فيه اختصار، وحذف، وذكر بعض الروايات التي تبين ذلك.

منها ما في حديث أُبي بن كعب، عند أبي يعلى: ((ثم أمتدحه بمدحة يرضى بها عني، ثم يؤذن لي في الكلام، ثم تمر أمتي على الصراط، وهو منصوب بين ظهراني جهنم، فيمرون)) .

ومنها ما في رواية ابن عباس عند الإمام أحمد: ((فيقول - عز وجل - يا محمد، ما تريد أن أصنع في أمتك؟ فأقول: يا رب، عجِّل حسابهم)) .

وذكر جواب القرطبي، ((بأن قوله في حديث أبي هريرة: ((أدْخل من أمتك من الباب الأيمن من أبواب الجنة من لا حساب عليه ولا عذاب)) فهذا يدل على الشفاعة في تعجيل الحساب)) (٢)

وذكر غير ذلك مما هو مخالف لظواهر الأحاديث، فلا يعول عليه.

وقال ابن أبي العز: ((والعجب كل العجب من إيراد الأئمة لهذا الحديث من أكثر طرقه، ولا يذكرون أمر الشفاعة الأولى، في إتيان الرب - تعالى - لفصل القضاء، مع أنه المقصود من سياق الحديث.

فإن الناس يطلبون الشفاعة ليقضى بينهم، فيستريحوا من عناء الموقف.

وقد جاء التصريح بذلك في حديث الصور المشهور، فإن فيه:


(١) ((الفتح)) (١١/ ٤٣٧ - ٤٣٨) ببعض التصرف.
(٢) ((الفتح)) (١١/٤٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>