للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دينهم ممن آثر الحياة الدنيا، وركن إلى الدعة والراحة.

قال النووي: ((المراد بقوله: ((حتى يأتي أمر الله)) : الريح التي تأخذ كل مؤمن ومؤمنة، ورواية ((حتى تقوم الساعة)) أو ((إلى يوم القيامة)) ، يعني: قربها، وهو خروج تلك الريح.

وأما هذه الطائفة فقال البخاري: هم أهل العلم.

وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث، فلا أدري من هم.

وقال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السُّنَّة والجماعة، ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.

قلت: ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض.

وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة، فإن هذا الوصف ما زال - بحمد الله تعالى - من زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا الآن، ولا يزال حتى يأتي أمر الله المذكور، وفيه دليل لكون الإجماع حجة)) (١) .

وروى مسلم في ((الصحيح)) من حديث سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق، حتى تقوم الساعة)) (٢) .

قال النووي: ((قال علي بن المديني: هم العرب، والمراد بالغرب: الدلو


(١) ((شرح مسلم)) (١٣/٦٦-٦٧) .
(٢) ((مسلم)) (٣/١٥٢٥) رقم (١٩٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>