٢٢٥- أخرج ابن حبان (٩٦) ، والحاكم (١ / ١٠٢) وغيرهما من طريق عبد الله بن وهب، قال: حدثني عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً:" من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ".
ورواه ابن الجوزى فى " العلل المتناهية "(١ / ٩٩) ثم قال:
" فى إسناده عبد الله بن وهب الفسوىّ. قال ابن حبان: دجَّالٌ يضع الحديث "
قُلْتُ: رضى الله عنك!
فليس ابن وهب هو الفسوىّ، ويقال النسوى، بل هو عبد الله بن وهب الإمام البصريُّ المعروف، من أصحاب مالك، والنسوي متأخر عنه فهو يروي عن يزيد بن هارون وطبقته. وذكروا فى ترجمة:" عبد الله بن عياش " أنه يروي عنه: " ابن وهب " ولو كان الفيسوي لعرَّفوه حتى لا يختلط بالمصري كما هى عادتهم، وحيث أهملوا نسبته، فإن ذلك يُحمل علي المشهور، وإليه الإشارة فى قول الحاكم عقب الحديث:" هذا إسناد صحيح من حديث المصريين ".
ثم رأيت ابن القيم رحمه الله تعقبه فى ذلك، فقال فى " تهذيب سنن أبى داود "(٥ / ٢٥٢) : " وقد ظن أبو الفرج بن الجوزي أن هذا هو ابن وهب النسوي الذي قال فيه ابن حبان: " يضع الحديث " فضعَّف الحديث به، وهذا من غلطاته، بل هو ابن وهب الإمام العلم. والدليل عليه: أن الحديث من رواية أصبغ ابن الفرج ومحمد بن عبد الله بن الحكم وغيرهما من أصحاب بن وهب عنه، والنسوي متأخر من طبقة يحيى بن صاعد والعجب من أبى الفرج كيف خفى عليه هذا؟! وقد ساقها من طريق أصبغ وابن