وقد أورد الخطيب هذا الحديث فى ترجمة البورقى – شيخ أبى بكر الشافعى – ونقل عن حمزة بن يوسف السهمى قال:" محمد بن سعيد البورقى كذابٌ "، حدث بغير حديث وضعه، ثم نقل عن الحاكم النيسابورى قال: هذا البورقى قد وضع من المناكير على الثقات ما لا يحصى، وأفحشها روايته عن بعض مشايخه عن الفضل بن موسى السينانى، عن محمد بنت عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما زعم – أنه قال:" سيكون فى أمتى رجلٌ يُقال له: أبو حنيفة؛ هو سراجُ أمَّتى " هكذا حدث به فى بلاد خراسان، ثم حدَّث به بالعراق بإسناده وزاد فيه أنه قال:" سيكون فى أمتى رجلٌ يُقال له: محمد بن إدريس، فتنته على أمتى أضرُّ من فتنة إبليس "
فعلَّق الخطيب قائلاً:" ما كان أجرأ هذا الرجل على الكذب، كأنه لم يسمع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من كذب علىَّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار "، نعوذ بالله من غلبة الهوى، ونسأله التوفيق لما يحب ويرضى " اهـ.
٢٩٧- وأخرج أيضاً فى " الأوسط "(٧٧٢) قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة قال: ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الدماري، قال: نا سفيان الثوري، عن أبي الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة مرفوعاً:" ما ذئبان ضاريان جائعان، باتا في زريبة غنم أغفلها أهلها، يفترسان ويأكلان، بأسرع فيها فسادا من حب المال والشرف في دين المرء المسلم ".