[المقولة الثانية: الحضارة الإسلامية منفتحة الحدود]
[انفتاح الحدود الفكرية]
...
[المقولة الثانية: الحضارة الإسلامية منفتحة الحدود]
لدى المقارنة بين الحضارة الإسلامية وبين معظم الحضارات البشرية وجدنا أن أسس الحضارة الإسلامية تتميز عما سواها بأنها منفتحة الحدود الفكرية، والنفسية والمادية.
ولنتبين هذه الحقيقة لا بد أن نتناول كل انفتاح من هذه الانفتاحات الثلاثة؛ الفكرية، والنفسية، والمادية، بالشرح المناسب، ليتأكد الناظر في أسس هذه الحضارة المجيدة من صحة هذه الحقيقة التي نثبتها بقوة.
أ- انفتاح الحدود الفكرية:
إن القوة المزدوجة الدافعة إلى قمة مجد حضاري فذ، والمؤلفة من عنصري العالمية والشمول، لا نجدها إلا في أسس الحضارة الإسلامية.
وتتجلى هذه الحقيقة في المجال الفكري بما يلي:
أولًا: بتقلبها للحق من أي مصدر ظهر حتى ولو جاء من قبل عدوها.
ثانيًا: بشغفها بامتصاص العلوم والمعارف من أي المنابع تدفقت.
ثالثًا: بحثِّها على اكتساب الكمالات الفكرية، في كل مجال من مجالات الحياة، وفي كل ميدان من ميادينها.
والنصوص الإسلامية التي تدل على هذه الحقيقة الشاملة لكل هذه العناصر كثيرة في القرآن والسنة.