وكانت بلدان المسلمين في العالم متكاملة فيما بينها، وذات اكتفاء ذاتي عن استيراد ما تحتاج إليه من منسوجات من غير بلاد المسلمين لو أحوجتها الضرورة.
وكانت أنواع النسيج منتشرة في مدن المسلمين بصورة صناعات فردية، أو تجمعات صغرى، كانتشار أفران الخبازين، وكانتشار حوانيت الحدادين.
ثم أنشئت مصانع نسيج سميت "دور الطراز" في جميع ولايات المسلمين، بعناية الحكام والولاة، وقد تكون ملحقة بقصورهم أحيانًا، وكان لإنشائها أهمية كبرى لدى حكام العصرين الأموي والعباسي، وكانت تنسج بهذه المصانع ثياب فاخرة محلاة بأشرطة "الطراز" وكان ينقش اسم الخليفة في شريط "الطراز" تسجيلًا لحكمه وسلطانه، ويعد كثير من هذه المنسوجات ليقدمها السلطان هدايا للوزراء والأمراء والحاشية وكبار الزوار وللعشراء، وتسمى القطعة المهداة خلعة خلعها السلطان على من قدمها إليه.
وذاعت شهرة دور الطراز المصرية، بما كانت تنتجه من المنسوجات الكتانية، والحريرية، والتي كانت تصدر من مصر إلى الشام والعراق وسائر بلدان المسلمين.